[center]رام الله 15-7-2008 وفا- علي عبيدات
'صفورية، كفر قاسم، السافرية، سلمة، النعانة، إجزم وإقرت، أم الزينات، صيدون وملبس'، أسماء ستحملها شوارع رام الله، عبر لوحة يخط عليها نبذة عن كل منها، وذلك ضمن مشروع التسمية والترقيم الذي أطلقته بلديتها اليوم.
ولن تقتصر التسمية على القرى الفلسطينية المدمرة، بل ستحمل شوارع أخرى أسماء 12 مدينة فلسطينية، كبيسان والرملة واللد والناصرة وحيفا وعكا، و45 اسما آخر لمدن وعواصم عربية وعالمية كبيروت وعمان والقاهرة وصولا إلى باريس ومدريد.
محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، أسماء لشهداء ثلاثة قضوا عام 1930، ستحفر على ثلاثة من شوارع المدينة، إلى جانب شخصيات وطنية وثقافية فلسطينية ستحمل أسماءها ونبذة عنها شوارع أخرى، كادوارد سعيد واسماعيل شموط، وكمال ناصر ويوسف النجار وسعد صايل.
لم يتجاهل مشروع التسمية والترقيم، أسماء لشخصيات عربية وإسلامية لعبت دورا كبيرا في التاريخ، كالفارابي وابن بطوطة وأبو نواس والنيروبي والفرزدق وأبو تمام، وجبران خليل جبران ونجيب محفوظ وجورج حاوي، والمناضلة الجزائرية الشهيدة جميلة بوحريد.
تضمن المشروع 145 شخصية فلسطينية وعربية وإسلامية، و32 شخصية عالمية، كلها رحلت عن هذه الدنيا، باستثناء شخصيتين الأولى فلسطينية للشاعر الوطني محمود درويش، والثانية عالمية للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.
واعتمدت اللجنة على اعتماد تعريف الأسماء، ووضع نبذة عن كل اسم لشخصية أو قرية أو مدينة لتعريف المواطنين بها، ولضمان إنعاش الذاكرة الفلسطينية بأسماء قرىً دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وشهداءً قدموا أرواحهم لقضيتهم.
وأشار تيسير العاروري رئيس اللجنة، خلال مؤتمر صحفي اليوم عقد في مقر البلدية، إلى أن اللجنة ضمت عددا من أعضاء اللجنة السابقة، لافتا إلى أن اختيار الأسماء جاء بعد نقاش تفصيلي، وأنه تم بالتوافق بين الأعضاء الـ12 ولم يجر بالتصويت.
ولفت إلى أن اللجنة اعتمدت عدة معايير خلال اختيارها للأسماء، أهمها إبراز الوعي الوطني لهذه التسمية من خلال اختيار الشخصيات والمدن والقرى الفلسطينية، بدءا من العشرينيات ووصولا إلى يومنا هذا.
وأضاف أن من ضمن المعايير أيضا، إبراز الوجه الحضاري والثقافي لمدينة رام الله، من خلال اختيار تسمية عدد من الشوارع بأسماء مثقفين وشعراء وفنانين ومفكرين فلسطينيين وعرب وعالميين، كبيكاسو وشكسبير، وعلماء كاينشتاين ونيوتن.
وأفاد بأن اللجنة تعاملت مع المشروع بمسؤولية وطنية كبيرة، ما يشكله من أهمية حضارية لمدينة رام الله، لافتا إلى أن عطاء المشروع سينشر في الصحف المحلية في الأيام القليلة القادمة، وأن المشروع سينتهي مع نهاية العام الجاري.
ولفت إلى أن المجلس البلدي أقر تسمية مجموعة من الميادين بأسماء شخصيات فلسطينية، وهي الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومحمود درويش، وجورج حبش، وحيدر عبد الشافي، وأبو علي مصطفى، وراشد الحدادين وعزيز شاهين.
وستحمل الشوارع أيضا أرقاما إضافة إلى الأسماء، لتسهيل عملية التنقل، إضافة إلى أن العمل يجري على نظام الملاحة البرية، حيث سيستطيع المواطن تحديد موقعه والموقع الذي يريد الوصول إليه، عن طريق الأقمار الصناعية.
ومن جانبها، اعتبرت رئيسة البلدية جانيت ميخائيل، أن المشروع إحياء للذاكرة الوطنية، من خلال حمل الشوارع لأسماء قرى فلسطينية وشهداء فلسطينيون، في دلالة إلى أن هذه الرموز والقرى لا زالت حية.
وقدمت ميخائيل شكرها للجهات التي مولت المشروع، وعلى رأسها صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي قدم دعما بقيمة 45 ألف دولار، مشيرةً إلى أن البلدية ستصدر نشرات توعوية وخرائط للتعريف بالشوارع ومواقعها وأرقامها.
بدوره، اعتبر جمال حداد ممثل صندوق الاستثمار الفلسطيني، المشروع من أهم المشاريع التي تؤسس للبنية التحتية في مدينة رام الله، ما سيسهل التنقل وعمل البريد في المستقبل، لافتا إلى أن مساهمة الصندوق في هذا المشروع جاءت انطلاقا من انتمائه للمجتمع المحلي.
وبهذا المشروع سيحظى المتنقل في شوارع مدينة رام الله بعد فترة وجيزة، بجولة ثقافية في عمق الذاكرة الفلسطينية، متنقلا في قرى فلسطينية مدمرة، ومطلعا على رموز فلسطينية وعربية كان لها الأثر البارز في التاريخ.
